هـذَيـانُ مجــنونْ

نقاط : 691 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/01/2010

تـتعالـى في بعضِ الأحـيانِ صَرخاتـــي
تصَعّدهـا نيرانُ أحْزاني مع زَفراتــي

تضيـعُ مُشرّدةٌ في الهـواءْ
أو تظلّ عالقـةٌ في السمـاءْ

يضْمَحل صَداها .. يطْمسهُ مرورُ الأيامِ
يَندكّ صُروح ضَبابها .. بعْد سكتـةِ الآلامِْ

يهدأُ القلبُ .. تبْتسمُ الــرّوحْ
تسْكتُ الأشْجانُ .. تَندملُ الجــروحْ

تمْضــي الحياةُ ، وتطمرُ دَقائق الزمانْ
فتختفي .. وتنَام نوْمـة أبدية في مقبرة النِّسيانْ

***

بينَ آونةٍ أسيرة وأخْرى محَرّرَة
أتحَوّل إلى ذاتٍ مفكّــرة

نظْرة عميقـة تَكْشفُ عن حِكَمٍ نيّــرة
وتَكْشفُ النورَ عن ألغازٍ محيّــرة

وأقرأُ كتابَ الحيــاة الممدودُ أمامــي
فأبدأُ راكبا جوادَ تفكيـري لِصياغـة أوْهامـي

تجاربٌ جمّـة طَرقَـتْ بابَ شبابـي
فتَحتهُ راضيا .. لأكشف ما خلْف بابـي

نورٌ في بَصـري أضاءَ بَصِيرتـي
وأنارَ مشاعـل درْب مسيرتـي

هاكـذا غدَوْت وقدْ تجـرّعت من كأسِ الحيـاهْ
وعرفتُ طريقَ الحكمــة فسِرتُ على هـداهْ

تمْضــي الحياةُ ، وتطمرُ دَقائق الزمانْ
فتختفي .. وتنَام نوْمـة أبدية في مقبرة النِّسيانْ

***

أتأمّل الجمـال يَرقُص في الطبيعـة
على إيقاع دقّـاتِ أنغامِها الوديعَــة

خَريرُ السّواقـي .. أناشيدُ الطيــورْ
لطافَة النسيمِ .. ابتسامة الزهــورْ

أشعّة الشمسِ الصاحيـة فـي الأفق البعـيدْ
تداعبُ مافي الكون فيغدو كل شـيء سعيـدْ

غيومٌ تسيـرُ الهوينى اسخفهاالجمالْ
في السماءِ .. ترمـق الكون في دلالْ

الظلامُ يلْثـمُ الصخورَ والأشجارَ والجبالْ
والنورُ يَكْشف السّحرَ والجمالَ والجلالْ

تمْضــي الحياةُ ، وتطمرُ دَقائق الزمانْ
فتختفي .. وتنَام نوْمـة أبدية في مقبرة النِّسيانْ

***

فــي باطنِ الصفَحات تحْت كلّ عنوانْ
هنــا .. يتحول كـلّ شـيءٍ إلى هذيــان

تَــرسمـه يراعــة فتـى مجــنونْ
بهـوى الكتابةِ وروح القريض مفتــونْ

***
ــــــــــــــ

.. هنــــا .. ترْقـدُ ذكـريات إنسانْ .. صَرخات أحزانْ .. ودموع قلبٍ مجروحْ .. وهمسات روحْ
وأفراحٌ وابْتســاماتْ .. وعِبارات منْ واقعِ الحياةْ .. وتغزّل بجمالِ الطبيعة .. وهَجو الآثميــنْ .. ومَدح الطيّبيــنْ .. وفَـضح المستورْ .. وصُور مرسـومة بِحروف مستلهمة من نظراتٍ في عمْق الوجودِ .. ولوحَات رَسْمُها غير مكْتمل الأبعادْ .. ومبعثراتٌ شتّى انتقلتْ أرواحٌها إلى
! عالم القريضْ .. وكلّ ما من شأنه أن يتحوّل إلى سطورٍ شعرية يهْذي بها فتىً مجنـــــون

بقلم : أديب